أكلمت ست أشهر منذ استلامي لهذه الرسالة : (تم ترشيحكم بالمسابقة الوظيفية نأمل الدخول على موقع الوزارة لطباعة بطاقة الترشيح) من صدمتي بالقبول لم أفرح بها كما يجب و لم أنشر الخبر ، الوظيفة التي -وأنا أؤدي جميع إجراءاتها- أقول أنها ستنتهي مثل غيرها ، ستذهب للواسطات وأستمر في البحث والتقديم

لم أستعد للاتزام بوظيفة، لقد اعتدت على روتيني كربة منزل، ولولو الصغيرة أين أضعها ؟

كان أول شهر مأساة ، وأول أسبوعين كارثة، في أول يوم استلمت لولو من الحضانة وصوتها مبحوح من كثرة البكاء وفي السيارة في الطريق إلى المنزل فقط استفرغت ثلاث مرات ،

واستمرت في الاستفراغ باقي اليوم ، لقد التقطت عدوى

هنا انهرت بالبكاء أنا لا أستطيع الإكمال في الوظيفة .. الوظيفة ليست لي

الوظيفة التي كنت أحلم بها، وكنت أدعو للحصول عليها سنينا جاءتني في وقت غير مناسب

اليوم الأول لم آكل فيه ، ولم أنم .. لماذا يحصل هذا لي؟

أين سارة التي (تحن) ليل نهار تريد الحصول على وظيفة،

وتردد أن حياتها ضاعت بسبب الأطفال

أريد وظيفة لكن لا أريد بهذلة أحد معي ، أو إشغاله

أريد أن تكون إضافة جميلة لحياتي وليست إضافة تحرقني وتأكل نفسيتي

وبعد ست أشهر من هذه الحادثة

أستطيع أن أقول الحمدلله أن أمي وزوجي أوقوفني أن أندفع نحو مشاعري،

بعد الاستخارة قدمت على إجازة أمومة، رغم أنها ليست من صالحي وظيفيا

ورتبت أموري

ولازال خط الرجعة متاحا،

لكني تعلمت أن لا أندفع ولا أستعجل بالقرار

وعند كل تغيير تحدث فوضى ، ويعاد ترتيب الحياة بعدها تدريجيا ..

وأن للإنسان قدرة كبيرة على التأقلم ..

والحمدلله على تيسيره وتسخره ..