بعد انجابي لطفلتي الثالثة انقلبت كل موازيني ، كان من الصعب المحافظة على أكثر من نظام في آن واحد من دون تلقي المساعدة من أحد ..

زوجي مشغول طوال اليوم ، وليس لدي خادمة ..

لذلك فمسؤولية الأطفال ، والبيت الطبخ والتنظيف ، كلها ملقاة على عاتقي ..

أعيش يومي محاولة في البحث عن لحظات أجد فيها نفسي، أوقن تماما أن الشخص اذا أهمل نفسه ونسي حاجاته لا يستطيع أن يعطي .. لا أريد أن يأتي يوم أبحث عن نفسي فلا أجدها ..

وهذا أصل من الأصول الشرعية (ولنفسك عليك حق)
وأنا في الحقيقة أحب الجلوس مع نفسي لأن لدي الكثير لأعمله ومهارات كثير أحب أن أتعلمها وأطورها ..

إذا كنت أما جديدة فأود التخفيف عنك بأن الطفل في الأشهر الأولى إلى عمر السنتين يحتاج لعناية مستمرة ومتابعة لذا من الطبيعي الشعور ببعض الفوضى في هذه الفترة ..

إذًا .. كيف أجد وقتي الخاص في زحمة هذه الأعمال:

١/ لا تؤدي المهام المنزلية أبدًا أثناء نوم أطفالك أو عدم تواجدهم ..

أنا لا أعمل أبدا عند نوم أطفالي .. هذا الوقت الوحيد الذي أستطيع فيه قضاء وقت هاديء ..

أحاول إنجاز المهام أثناء النهار أولا بأول وعدم ترك المهام للتتراكم، حتى أتمكن من قضاء وقت مع نفسي .. هذا الوقت مثل تعبئة البنزين لي، لا أستطيع الاستمرار في حياتي من دونه ..

يمكن التغاضي عن بعض الفوضى والرضى بإنجار ٧٠ ٪ من المهام ..

 

٢/ أستعيني بالمساعدة 

كنت أرفض رفضًا باتا فكرة العاملة بحجة الاعتماد على النفس ووو اعتقادات كثيرة نسيتها أبطلها وجود الأطفال،

تنظيف المنزل وترتيبه أمر متعب جدًا يأخذ وقتا وجهدًا بالإضافة إلى أنه أمر متكرر ليس أمرًا أقوم به  لمرة واحدة فقط ..

اشتركت بخدمة راحة التي تقدمها الشركة السعودية للاستقدام .. توجد أكثر من شركة تقدم مثل هذه الخدمة .. خدمة تأجير بالساعة أسبوعية يمكن الاشتراك عبر التطبيق والدفع عن طريقه من دون الذهاب لمقرهم ..

بيتي ليس كبيرا لذا تكفيني زيارة أسبوعية واحدة ، تنظف فيها العاملة المنزل وأحاول المحاولة على نظافته خلال الأسبوع حتى موعد الزيارة القادم ..

 

٣/ استعيني ببعض الأجهزة :

إذا لم يكن لديك خادمة فأنصحك باقتناء بعض الأجهزة التي تساعدك في المهام المنزلية مثل غسالة الصحون التي أعتبرها خادمتي التي لا تشتكي أحيانا أقوم بتشغيلها مرتين في اليوم ، كذلك النشاف أعتبره مهم جدًا لأن عملية نشر الملابس عملية متعبة ومملة جدًا .. وفي أجواءنا المغبرة ليس مضمونًا  أنك لن تعيدي غسيلها مرة أخرى ..

 

٤/ جهزي الأكل بكمية أكبر :

أراحتني فكرة إعداد وجبة الغداء ليومين ، في اليوم الثاني أتمكن من صنع كيكة أو نوتيلا أو قرانولا أو زعتر منزلي .. كثيرا ما تأتيني تعلقيات حين أقوم ببعض المأكولات المنزلية  “أنت فاضية “.. لا لست فاضية أنا مزدحمة بالمهام والمسؤوليات لكن ترتيب المهام والأولويات ساعدني كثيرًا .. وغالبا لا تأخذ هذه الأشياء من وقتي إلا نصف ساعة

بالنسبة للغداء أعد وجبة تكفي ليومين أو أغير فيها قليلا بحيث تصبح طبق جديد

مثل صدور دجاج يمكن حمسها مع بصل بحيث مرة تؤكل كسندويشات ومرة مع معكرونة أو رز أو صينية .. وهكذا

كذلك الفطور يمكن إعداد بعض الأطباق مرة واحدة ووضعها في الثلاجة، مثل البيض المسلوق يمكن طبخ كمية منه يبقى أسبوع في الثلاجة ، الشوفان مع الحليب يمكن طبخ أكثر من مقدار وتسخينه وقت الأكل

البانكيك أو الوافل يمكن خلط المقادير الجافة ويبقى فقط إفضاة الحليب والبيض ..

السلطة يمكن غسيل الخضروات وتنشيفها جيدا وقصها ووضعها في علبة محكمة الإغلاق مع ملاحظة عدم وضع تتبيلة عليها أو ليمون أو طماطم

وقت تجهيز الغداء طالما أنك في المطبخ يمكن تجهيز أي طبق للعشاء

أي شيء يمكنك صنع كمية منه وحفظه بالفريزر فافعلي لأن هذا يوفر عليك كثير من الوقت والجهد

 

٥/ لا تؤدي مهام أطفالك بدلا عنهم !

تظن بعض الأمهات أنها تقوم بذلك رحمة بهم أو لعدم تحملها الأخطاء التي يقعون بها لكنك بذلك ستقعين في كثير من المشاكل..

أولًا : ستصنعين من أطفالك أناس مشلولين لا يستطيعون أداء مهامهم اليومية وقد تصيبهم صدمة وانهيار في المستقبل بسبب ذلك ، سيكونون عالة على غيرهم .. إضافة إلى أنها تصنع أشخاصًا غير واثقين من نفسهم لا يستطيعون تدبر أمورهم من دون أمهم حتى بعد كبرهم ..

ثانيًا سيصيبك أنت الانهيار وتلف الأعصاب بسبب أنك حملت نفسك مسؤوليات كبيرة وكثيرة ..

لا بأس أن يقع أطفالك بالخطأ .. أو ينجزوا العمل بنسبة ٦٠ ٪ .. لا بأس المهم أن يتعلموا الاعتماد على النفس، شجعيهم وكافئيهم وامدحيهم .. وهنا بعض التلميحات:

  • دعيهم يعدون عشاءهم بنفسهم .. طبعًا في الأشياء التي لا تتطلب طبخ أو أدوات حادة .. مثل إعداد  سندويشات .. كذلك أكل الفواكه والخضار وسكب الحليب ستقع منهم أخطاء في المرات الأولى لكن لا بأس .. وللأطفال الأكبر استخدام القلاية الهوائية للمفرزنات ..
  • ضعي صحونهم في متناول يدهم لا تضعيها في الدرج العلوي بل في الدرج السفلي حتى يتمكنوا من إحضارها بسهولة
  • كذلك بالنسبة للحليب والخضار مثل الجزر والخيار والفواكه مثل التفاح والبرتقال أي شيء في الثلاجة ضعيه في مكان قريب منهم
  • بعد الأكل يجب على كل شخص حمل صحنه ووضعه في حوض الأطباق كذلك بالنسبة لأغلفه الأكل كل شخص ينظف الفوضى التي تسبب بها ..
  • دعيهم يقومون بطي ملابسهم أو يساعدونك في ذلك للعمر الأصغر ووضعها في الدولاب
  • عند دخول البيت يجب عليهم وضع أحذيتهم بنفسهم في الدولاب ووضع حقائبهم ومعاطفهم في الأماكن المخصصة لها ..
  • دعيهم يقومون بتسريح شعرهم بنفسهم .. قد لا تعجبك النتيجة لكن طفلك ليس ملكًا لك حتى تجبريه على تسريحه معينة
  • لا تساعديه في ارتداء ملابسه دعيه يقوم بذلك من نفسه ..
  • ترتيب غرفهم مسؤوليتهم هم وليس أنت ..
  • لا تقومي بإعداد جدول الحصص له دعيه هو يقوم بذلك .. كذلك بالنسبة لتعبئة مطارة الماء .. ربما ينسى بعض الأيام لكن هذا الخطأ هو الذي يعلمه ويؤكد عليه القيام بمهامه أما إذا ضمن أنه سيجد شخصًا يعد له ذلك حين نسيانه فلن يحرص أبدًا ..
  • لا تقومي بتدرسيه .. ولا أعني بذلك اهماله تماما، لكن تابعي من بعيد ولا تضعي أمامه ملهيات كالتلفاز والايباد .. كنت أتعب كثيرا في تدريس ابنتي وينتهي بي اليوم بلا طاقة وعلاقتي معها تزداد سوءًا .. ثم بعد سماع نصيحة بعض المختصين قررت ترك ابنتي لتدرس بنفسها وحين يشكل عليها أمر تسألني عنه .. لكن لا يوجد وقت خلال اليوم أجلس معها وأفتح معها الكتاب وندرس .. بالنسبة لحفظ القرآن عبر تطبيق المعلم في الايباد يقوم بتكرار المقطع وهي تردد معه .. بالنسبة للإملاء تقوم بتسجيل المقطع صوتيا في الايباد وهي تقوم بكتابته ثم تفتح الكتاب وتصحح لنفسها

 

قد يرفض الأطفال أداء هذه المهام لكن لا تسمحي له بتشغيل الايباد أو التلفاز إلى بعد انتهاءه من مهامه..

 

٦/ أشركي زوجك في مسؤولية التربية

بعض الأزواج لا يشاركون زوجاتهم وبعض الزوجات لا تسمح لزوجها في المشاركة بحجة الحفاظ على هيبته، تختلف ظروف الأسر لكن قليل من التفاهم ورؤية أثر مشاركة الزوج على أطفاله بنفسه قد تغير هذه المعتقدات ..

ممكن أن يقوموا ببعض الزيارات مع والدهم وتحصلي أنت على بعض الراحة أو يقوموا بالتسوق أو الذهاب للحديقة .. مرة في الأسبوع لمدة ساعة أو ساعتين تفيدك أنت وتفيدهم هم في علاقتهم مع والدهم وتصنع لهم ذكريات جميلة ..

 

.

 

ماذا عنكم ؟ ما الذي يساعدكم ؟